بالعقبات ومملوء بالتضحيات. ومع ذلك يصرون على ارتياد الطريق.
والمبشرات -على مستوى البشرية- هي بدء تيقظ الفطرة البشرية من دوامتها التي غرقت فيها في القرنين الأخيرين، والأخير بصفة خاصة، دوامة النظريات الزائفة والمذاهب المنحرفة والسلوك المجنون. واتجاهها إلى البحث عن بديل من هذه الدوامة يكون فيه طريق الخلاص -كما قلنا- إلا في المنهج الرباني المنزل، وإلا فهو المزيد من الجاهلية، والمزيد من الانحراف الذي يؤدي إلى الدمار.
وهي مبشرات ضخمة سواء في أصالة اتجاهها وارتكازها على رصيد الفطرة ورصيد الحق1، أو في اتساع نطاقها على محيط الأرض.
ولن يكون الأمر بالسهولة التي تكتب بها الكلمات أو تنطق بالأفواه.
إنه في حاجة إلى جهاد مرير وصبر وتضحيات.
ولكن الله هو الذي وعد المؤمنين الصادقين بالنصر حين يستقيمون له على الشرط:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} 2.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} 3.