لئن كان هذا كله كذلك، فإن هناك اليوم حركات للبعث الإسلامي تبشر بالخير في كثير من أرجاء الأرض.
وحين يتربى جيل جديد من المسلمين على منهج التربية الإسلامية؛ يكون قد تحقق هذا الخير الذي تبشر به حركات البعث الإسلامي. وهو خير مزدوج لا يقف أثره عند هذه الأمة وحدها، وإنما يتعداه إلى كل البشرية. فالبشرية الحائرة اليوم، التي تعاني لذع الضياع والحيرة والقلق والاضطراب. قد بدأت تبحث عن الطريق. ولن يكون الطريق إلا الإسلام. ولن يقدم الإسلام للبشرية الحائرة إلا من خلال بشر يؤمنون به، ويحملونه عقيدة مستقرة في القلب، وقيمًا ومبادئ متمثلة في واقع سلوكي مستمد من هذه العقيدة. وعندئذ ينشرح صدر البشرية الحائرة للإسلام، وتجد فيه طريق الخلاص.
وحقيقة إن هناك عقبات كثيرة في الطريق.
عقبات من القوى المعادية للإسلام في الأرض كلها، تحارب حركات البعث الإسلامي بضراوة، وتكيد لها بكل ما تملك من وسائل الكيد، من تشتيت وتفتيت واحتواء وفتنة وتعويق.
وعقبات من الطغاة الذين يناوئون حركات البعث الإسلامي بكل ما في أيديهم من السلطان، وينكلون بالدعاة في أبشع صورة من صور التنكيل الجماعي شهدها التاريخ، لحسابهم الخاص أحيانًا، ولحساب تلك القوى المعادية في جميع الأحيان.
وعقبات من مدى البعد الشاسع بين واقع هذه الأمة في تاريخها المعاصر وبين حقيقة الإسلام.
وعقبات من توزع الجماعات الإسلامية ذاتها، وافتقارها إلى الرؤية الواضحة، والقيادة الواعية المقتدرة التي ترتفع إلى مستوى المسئولية ومستوى الأحداث.
ولكن المبشرات أكبر من المعوقات!
المبشرات -في داخل العالم الإسلامي- هي هذا التيار الزاخر من الشباب في كل مكان -فتيانًا وفتيات- يريدون الإسلام ويصرون عليه بوصفه البديل الوحيد من كل ألوان الجاهلية المعاصرة، والطريق الوحيد للخلاص ... وهم شباب يعلمون علم اليقين أن الإسلام يحارب، وأن طريق الإسلام مملوء