{لا تَتَّخِذُوا أَيْمَانَكُمْ دَخَلا بَيْنَكُمْ فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} 1.
ويندد بأهل الكتاب الذين يقعون في هذه الخطيئة الكبرى:
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} 2.
بل حتى عند خوف الخيانة من الأعداء لا يجوز نقض الميثاق غدرًا، وإنما ينبغي إعلانهم بما وصل إلى علم المسلمين من أنباء استعدادهم للخيانة، ونبذ الميثاق إليهم علانية حتى لا يؤخذوا على غرة:
{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ} 3.
وهكذا لا تكون المصلحة القريبة هي الحكمة في المواثيق كما تصنع الجاهلية المعاصرة -في العلاقات الدولية خاصة- فتبرم الميثاق حين ترى لها مصلحة في إبرامه، وتنقضه حين تلوح لها المصلحة في نقضه، وتظل تلك المواثيق حبرًا على ورق، ويعرف الجميع أنها كذلك، حتى هيئة الأمم ومجلس الأمن وما كان قبلهما من عصبة الأمم وما يمكن أن يلحقهما من المؤسسات! ويظل التعامل الدولي قائمًا على شريعة الغاب: القوي هو صاحب الحق، والقوي يأكل الضعيف!
وأما في العلاقات الاقتصادية فلا يجيز الإسلام سياسة الحصول على "الربح" من أي طريق ممكن، ولو دخل فيه التدليس والغش والخداع -بوسائل الخداع المختلفة وفي مقدمتها "الإعلان"- ولو دخل فيه إفساد الأخلاق لترويج صناعات مربحة كصناعة السينما وأدوات الزينة وأدوات "الإغراء" ولو دخل فيه قبل ذلك الربا، وهو عماد "الربح" في الجاهلية المعاصرة.
إنما يقيم الإسلام اقتصادياته على النظافة "الأخلاقية" فيحرم الربا، ويحرم