{أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} 1.

ومقتضى ذلك هو النظر إلى الحقيقة في ذاتها، بحسب ما تهدي إليه الأدلة، دون تأثر بالهوى الذي يضل دائمًا عن الحق. كذلك لا ينبغي التقليد بغير بينة، واعتماد أقوال مسبقة للآخرين ليس عليها برهان:

{قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ} 2.

ولا اتباع الظن:

{إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا} 3.

هذا من جهة. ومن جهة أخرى يدعو الإسلام إلى النظر في الغاية المقصودة من كل أمر، لكي يكون التفكير مثمرًا. ولا يكون سفسطة فارغة، ولا تأملًا مبددًا في الهواء:

{يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} 4.

فليس هناك في الإسلام تلك الدعاوي الجاهلية التي تقول: العلم للعلم.

أو الفن للفن. إلخ. إنما كل شيء ينبغي أن تكون له غاية واضحة منذ البدء. والغاية الكبرى التي تحكم جميع الغايات هي إحسان العبادة لله، على المعنى الشامل للعبادة الذي يشمل التكاليف كلها من شعائر التعبد إلى عمارة الأرض بمقتضى المنهج الرباني، إلى إقامة "الدين" خالصًا لله في الأرض:

{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} 5.

قال: وما الإحسان؟ قال: " أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" 6.

{هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} 7.

{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} 8.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015