ثم يمكن أن يكون زوجًا وأبًا بالإضافة إلى عمله الأصلي في المصنع والمتجر والمكتب والديوان. هذا إن عن له أن يتزوج! وإلا فإنه يستطيع أن يقضي حاجة الجنس في الطريق أو في الغابة أو في صداقات الليل أو صداقات النهار! وهي كذلك. تعمل بصفة أساسية، ثم تكون زوجة وأمًّا -إن رغبت أو واتتها الفرصة- بالإضافة إلى عملها الأصلي، وإلا فهي في العمل أساسًا ثم تقضي حاجة الجنس كما يقضيها الرجل، في الطريق أو في الغابة أو في صداقات الليل أو صداقات النهار!

ما أبأسها جاهلية! وما أبأس المرأة فيها بصفة خاصة برغم كل ما يقال لها ويقال عنها من تحرر، وكسب مكانة، ونيل حقوق!

من يقول إن الزوجية من جانب المرأة كالزوجية من جانب الرجل؟ ومن يقول إن دور المرأة في "الأمومة" كدور الرجل في "الأبوة" سواء بسواء؟ من غير هذه الجاهلية التي تقودها الشياطين؟

وأيًّا كانت قدرة الشياطين على لي الفطرة عن سوائها فترة من الوقت تطول أو تقصر، فإن الفطرة -كما أشرنا آنفًا- أعمق وأصدق وأعصى من كل محاولات الجاهلية، ثم إنها قد بدأت تعلن بالفعل عن ثورتها، وعن رغبتها في العودة إلى استوائها المفقود.

والإسلام على أي حال لا يصيخ سمعه لانحرافات الجاهلية، وهو الذي جاء ليصحح -على الدوام- انحرافات الجاهلية:

{بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ، وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ} 1، 2.

والإسلام لا يحرم العمل على المرأة ما دامت تلتزم في زيها وسلوكها وأخلاقها بالتزامات الإسلام. وإلا فإن عملها حرام، لا لحرمة العمل في ذاته، ولكن لأنه يؤدي إلى ما حرمه الله من التبرج والفتنة وإفساد أخلاق المرأة والرجل سواء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015