الكبيرة والصغيرة: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} 1.

تلك النفوس لا بد أن تخاف الله وتميل إلى طاعته.

ولا نقول إنها ستكون نفوسًا ملائكية لا تخطئ أبدًا! كلا! إن الناس كلهم خطاءون كما قرر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن خير الخطائين التوابون:

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ، أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} 2.

وهذه الخشية، أو الوجدان الديني الذي يؤدي إلى تقوى الله والسعي إلى مرضاة الله، هو الخطوة الثانية في منهج التربية الإسلامية، وهو الثمرة الثانية من ثمار هذه العقيدة الضخمة وآثارها في حياة النفوس.

ثم الخطوة الأخيرة هي ترجمة هذا العلم, وهذا الوجدان إلى واقع عملي.. أي: تربية سلوك واقعي يتناسب مع هذا العلم, وما أنتجه في النفس من وجدان، بشتى الوسائل التي تحدثنا عنها من قبل، من تربية بالقدوة إلى تربية بالموعظة، إلى تربية بالمثوبة والعقوبة، إلى تربية بالعبادة، إلى تربية بالقصة، إلى تربية بالأحداث، إلى تربية باستنفاد الطاقة في الخير وشغل أوقات الفراغ في الخير.

وهذا هو الذي قام به المربي الأعظم عليه صلوات الله وسلامه، فأنشأ به خير أمة أخرجت للناس، وخير جند قاتلوا في سبيل الحق والعدل، لأنهم قاتلوا في سبيل الله.

كلا! لم يكن هم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يربي جيشًا من المقاتلين الشجعان ولا زيادة! إذن ما كان أيسر المهمة وأقل الجهد! إنما كان همه بناء تلك النفوس التي صنعت تلك العجائب في الأرض. ولم يكن أعجب ما صنعته تلك النفوس هو قتالها الرائع في سبيل العقيدة، وانتصارها الرائع على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015