{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ} 1.

وأن الهدى الرباني المنزل من عند الله هو الذي يشتمل على تفصيلات "العبادة" المطلوبة من الإنسان, فتكون العبادة المطلوبة في كل حالة هي الطاعة لهذا الهدى المنزل. وتكون عبادة الشيطان من الجانب الآخر هي مجافاة هذا الهدى والإعراض عنه، لأن هذه هي الغواية التي توعد الشيطان أن يوقع فيها بني آدم جزاء تسبب أبويهم في إخراج الشيطان من الجنة:

{قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ، إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ، قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} 2.

{كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ، فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} 3.

{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ، وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} 4.

وتلك هي المسئولية الملقاة على عاتق البشر أجمعين، والتي لا يؤديها في الحق إلا المؤمنون! أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئًا، بهذا المعنى الواسع الشامل للعبادة، الذي يعني التوجه لله في كل أمر من الأمور، والالتزام بما أنزل الله في كل أمر من الأمور، سواء كان -في اصطلاح البشر- من أمور الآخرة، ويعنون بها الشعائر التعبدية، أم كان من أمور الدنيا التي يعنون بها عمارة الأرض. فكلاهما شيء واحد في الإسلام، تشمله تلك "العبادة" الشاملة التي تشمل كل حياة الإنسان.

وذلك هو منهج التربية الإسلامية وخاصة في مرحلة النضوج5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015