إن منهج التربية الإسلامية الذي بذل فيه الجهد منذ الطفولة الباكرة إلى الشباب الباكر، ليؤذن الآن أن يؤتي ثمرته. وثمرته هي "الإنسان الصالح" الذي يحمل "الأمانة" التي ناط الله به حملها بعد أن أشفقت من حملها السموات والأرض:1.

{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ} 2.

و"الإنسان الصالح" في الحقيقة هو أثمن ما في هذا الكون، لأنه موضع التكريم الرباني والتفضيل:

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} 3.

ولئن كان التكريم في الأصل لكل بني آدم، فإن الذي ظل مستحقًّا له هو الإنسان المؤمن وحده، أي: الإنسان الصالح، الذي زكى نفسه كا أمره الله. أما الذي دسى نفسه فقد نكس على رأسه ولم يعد من المكرمين:

{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ، إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} 4.

{لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} 5.

ولئن كانت الخلافة هي في الأصل "للإنسان" كله، فإن الإنسان المؤمن وحده -الإنسان الصالح- هو الذي يقوم بالخلافة الراشدة. أما الذين يرفضون الرشد فهم أولئك:

{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} 6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015