كثير من الدرجات العلمية حتى أعلاها، ولكن هذا لا يحتم عليها أن تتبرج، ولا أن تفقد أخلاقها، ولا أن يكون الاختلاط هو دستور المجتمع، فإن التبرج والفساد الخلقي ليس هو الذي يعطي "العلم"! وليس شرطًا من شروطه ولا أساسًا من أسسه! ثم لا يترتب على تعلم الفتاة المسلمة أن ترفض قوامة الرجل، لأن القوامة لم يكن سببها نيل الرجل لشهادة جامعية لا تستطيع المرأة الحصول عليها! إنما سببه فروق فطرية أودعها الله في فطرة كل من الرجل والمرأة؛ لتستقيم الحياة داخل الأسرة, وداخل المجتمع على وجهها الصحيح.

وهكذا.. وهكذا مما لا يشمله الحصر!

وحين تقوم الحياة الإسلامية الصحيحة على القيم والمبادئ الثابتة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله، ثم تنمو وتتغير ما شاء لها الله أن تنمو وتتغير في حدود هذه القيم والمبادئ، فإن "اختلافًا" كبيرًا يمكن أن ينشأ بين الأجيال المتعاقبة من المسلمين، ولكن لا ينشأ ذلك الصراع بين الأجيال، الذي تمارسه الجاهلية المعاصرة ثم تعود تشكو منه جادة في شكواها أو هازلة!

يمكن أن تتغير صورة الحياة من الجمل إلى السيارة إلى الصاروخ، ومن الاقتصاد الرعوي والزراعي إلى الاقتصاد الصناعي، ومن الفتاة التي تكتفي "بفك الخط" أو بما هو دونه إلى الفتاة الجامعية المثقفة، ومن الخيمة أو الكوخ الصغير إلى العمارة الشاهقة المزودة بالماء والكهرباء وكل "التكنولوجيا" المعاصرة. ولكن يلتقي راكب الجمل وراكب السيارة وراكب الصاروخ، والراعي والفلاح والعامل الصناعي، والفتاة التي تفك الخط أو لا تفكه والفتاة الجامعية المثقفة، وساكن الخيمة أو الكوخ وساكن العمارة الشاهقة. يلتقون كلهم على كلمة مبدئية يقولونها: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وعلى الإقرار بشريعة الله وأنها هي التي تحكم الحياة، وعلى صلوات خمس يؤدونها في اليوم والليلة، وعلى صيام شهر رمضان، وعلى أداء الزكاة, لمن كان يملك نصاب الزكاة، وعلى حج البيت من استطاع إليه سبيلا، وعلى توقير الصغير للكبير، وعلى إفشاء السلام، وعلى التزام آداب الجنس، وآداب اللباس والزينة، وآداب الطعام، وآداب الكلام، وآداب الجوار، وآداب الحوار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015