-في تغيرها- محكومة بمنهج الله، المنزل أصلًا لكي يواكب نمو الحياة الدائم، ويضبط منطلقه فلا يضل عن الطريق.

تتغير صور الحياة، ولكن يظل الله هو المعبود.

تتغير صور الحياة، ولكن تظل شريعة الله هي الحاكمة.

تتغير صور الحياة، ولكن تظل أخلاقيات لا إله إلا الله هي التي تنظم علائق البشر.

تتغير صورة الحياة، ولكن يظل البناء الرئيسي للفرد والأسرة والمجتمع والدولة لا يتغير، وهو قيامه على تقوى الله، وتنفيذه لأوامر الله.

فإذا سأل سائل ساذج: وما الذي يمكن أن يتغير من الحياة إذن إذا ظلت هذه الأمور كلها ثابتة؟ نقول له: إن أشياء كثيرة جدًّا يمكن أن تتغير -في حدود النمو السوي للحياة البشرية- دون أن يحتاج ذلك لتغيير أمر واحد من هذه الأمور.

يستطيع راكب الجمل أن يركب السيارة أو الطائرة أو الصاروخ. ولكن شيئًا من ذلك كله لا يجعله "يطغى" ويستكبر عن عبادة الله كما يصف القرآن: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى، أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} 1. ذلك أن راكب الصاروخ المسلم سيقول وهو يصعد إلى الصاروخ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} 2 فيظل -وهو يستخدم الصاروخ- شاعرًا بفضل الله عليه في وصوله إلى هذه الدرجة من العلم، ويظل موصول القلب به، شاكرًا لأنعمه، عابدًا له.

ويستطيع الاقتصاد الرعوي أو الزراعي أن "يتطور" إلى اقتصاد صناعي. ولكن هذا لا يلجئه إلى استخدام الربا لأنه حرام، ولا الوصول إلى الاحتكار؛ لأنه ملعون، ولا السرقة ولا النهب ولا الغش ولا الترف ولا عدم توفية الأجير أجره لأن هذا كله محرم في الإسلام، وهو هو الذي تستخدمه الرأسمالية ويترتب عليه ما يترتب من ظلم وفساد في الأرض.

وتستطيع الفتاة أن تتعلم، وأن تحذق كثيرًا من العلوم، وتحصل على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015