أما حين يتهاونون في تنفيذ أوامر ربهم فهنا تنفتح الثغرات للأعداء، وتنحسر عنهم الوقاية الربانية لأنهم لم يقوموا بشرطها الذي اشترطه عليهم: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا} أي: تستقيموا على أمر الله ومنهجه. ومن ثم ينفذ الأعداء من الثغرات.
والجهل الذي كان يغلف المرأة المسلمة، والمعاملة الجاهلية التي كانت تعامل بها في المجتمع المسلم1، هي التي هيأت للأعداء أن ينفذوا إلى العالم الإسلامي عن طريق دعاة يحملون أسماء إسلامية يطالبون بضرورة تحرير المرأة المسلمة وتعليمها2 فكان أن "تحررت" و"تعلمت" لا على النحو الذي يريده الله سبحانه وتعالى، ولكن على النحو الذي يريده الشياطين!
وتطبيق المنهج الإسلامي في التربية لا يقتضي بحال أن تكون المرأة المسلمة جاهلة لا تتعلم، حتى بصرف النظر عن الأعداء قد نفذوا من هذه الثغرة بالذات لإفساد المجتمع المسلم.
لأن طلب العلم فريضة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو -من ثم- فريضة على كل مسلم ومسلمة، ولأن تربية النشء الجديد لا تكون عن جهالة بل ينبغي أن تكون على علم وعلى بصيرة إذا أريد لها أن تؤتي ثمارها على طريقة الإسلام.
والآن بالذات -ونحن بصدد الدعوة إلى الإسلام، وتعريف الناس بما جهلوه منه، وتربيتهم عليه، وإزالة الغربة التي أحاطت به- نحتاج إلى داعية مسلمة تقوم بالدعوة في صفوف الفتيات. ولا بد للداعية أن تكون متعلمة لا جاهلة.