وفي المجتمع المسلم -الذي يتحاكم إلى شريعة الله ويلتزم بمنهج الله- تعد الفتاة لوظيفتها -كما قلنا- منذ مرحلة المراهقة بصورة جادة، حتى إذا جاء التكليف كانت مهيأة له بالفعل وعلى أحسن صورة.

وليس معنى ذلك ألا تتعلم!

فلا الإسلام أمر بتجهيلها، ولا تركها جاهلة وعدم تعلمها مما تستقم به الأمور في المجتمع الإسلامي!

ولقد كان وجود المرأة الجاهلة في المجتمع الإسلامي -على غير ما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم- من أكبر الثغرات التي نفذ منها الغزو الفكري إلى العالم الإسلامي, في محاولة الأعداء الجاهدة للقضاء على الإسلام في القرنين الماضيين.

وما "قضية المرأة" المثارة اليوم في مجتمعاتنا من المحيط إلى المحيط، على نسق القضية الأوربية وبنفس أهدافها ونفس نتائجها، ومن تحطيم الدين والأخلاق والتقاليد وتفكيك الأسرة وإفساد الجيل الناشئ وإشاعة القلق والاضطراب والحيرة والضياع.. ما هذه القضية على هذا النحو إلا نتيجة من نتائج وجود هذه الثغرة التي نفذ منها الأعداء.

ولو كان المجتمع الإسلامي في القرنين الماضيين ملتزمًا بمنهج الله حقًّا ومنفذًا لتعاليمه على بصيرة، ما استطاع الأعداء أن ينفذوا من هذه الثغرة ولا من غيرها. لأن الإسلام الحق يسد الثغرات على الأعداء، ولأن الله سبحانه وتعالى تكفل بوقاية الأمة المسلمة من كيد الأعداء:

{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} 1.

تكفل -سبحانه- بوقايتها من خلال طاعتها لله وتنفيذ أوامره. فقد جعل الله الوقاية في هذه الطاعة ذاتها، لأنها -أي: الطاعة- تحصن الفرد المسلم والمجتمع المسلم في جميع الاتجاهات. تحصنه بالقوة السياسية

والعسكرية والاقتصادية التي تكون للدولة المسلمة ما دام أهلها عاملين بمقتضى الإسلام. وبالقوة الخلقية التي تستعصي على كيد الشيطان. وبالقوة العلمية التي يدفعهم إسلامهم إلى تحصيلها. وبكل أنواع القوة على الإطلاق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015