لا تشغلي بالك بهذه الأمور!
تريدين الطعام؟ المطاعم على استعداد لأن تقدم لك ولزوجك الطعام الذي ترغبان فيه. وهناك وجبات خفيفة تقدم في كل مكان لقاء دريهمات، تسد الجوعة وتصرف النفس عن طلب الطعام.
تريدين أحدًا لتنظيف البيت وترتيبه وأنت مشغولة في وظيفتك؟ هناك فتاة بالأجر تأتي إليك ساعة كل يوم أو كل أسبوع أو كلما طلبت. وفري من راتبك جزءًا لهذه المهمة واستريحي من العناء.
رزقت بأطفال؟ لا بأس عليك ولا حرج. المحاضن موجودة تبذل لطفلك العناية الكاملة التي لا تستطيعينها في بيتك ولو كنت متفرغة! حمام دافئ كل يوم. طعام موزون بالجرام. تدريب جثماني على أسس علمية، لعب. تسلية. تعليم. كل ما تحلمين به من رعاية للأطفال.
نعم.. نقول نعم مؤقتًا! وماذا بعد؟!
وبعد يكون البيت كما وصفه "ول ديورانت" في كتابه، أشبه بفندق يلتقي فيه الزوج والزوجة اللذان يقوم كل منهما بدوره في الزواج كأنه وظيفة: الرجل في وظيفة الزوج والمرأة في وظيفة الزوجة. ويبرد البيت ويظلم ويبدو في حسيهما كأنه سجن مغلق، فتشرد الزوجة ويشرد الزوج ويتشرد الأولاد! ولا يعود في البيت ذلك السكن والسكينة التي جعلها الله آية في الزواج:
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} 1.
أما التربية في المحاضن فيكفينا شهادة من الجاهلية ذاتها {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} 2 كتاب "أطفال بلا أسر" لأنا فرويد، الذي تتحدث فيه عن الاختلالات التي تتم في نفوس أطفال المحاضن رغم كل "العناية" التي تبذل فيها للأطفال، لأنهم لا يجدون الحنان الضروري لهم والذي لا "تفرزه" إلا الأم.. الأم الحقيقية لا الحاضن التي تقوم بـ"وظيفة" أم.
والله أرأف بالمرأة من أن يعرضها لهذا الفساد في الفطرة الذي يحول حياتها