الذي يبدأ بقوله صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته" 1.
وعلى طريقة الإسلام في التربية بالعادة -بعد القدوة- وتربية هذه العادة في سن باكرة، سابقة على التكليف الفعلي، فإن التربية الإسلامية تبدأ في تعويد البنت على هذه المسئولية منذ فترة المراهقة لتكون قد تدربت عليها حين تأتي مرحلة الشباب الباكر التي تمارس التكليف فيها في أية لحظة إذا قدر للفتاة أن تتزوج في سن مبكرة، كما كان الحال في المجتمع الإسلامي -قبل انتقال عدوى الجاهلية إليه بعد تنحية شريعة الله عن الحكم، وتنحية منهج الله عن العمل, وكان هذا هو الذي يتمشى مع الفطرة السوية كما خلقها الله.
أما في الجاهلية المعاصرة فالفتاة لا تتدرب على عمل البيت. لأنها في البيت مشغولة بالاستذكار للمدرسة، وفي المدرسة تأخذ مناهج البنين التي لا تدرب على شئون البيت!
بل تستنكر البنت في الجاهلية المعاصرة أن "تدخل المطبخ" أو تقوم بأي عمل من أعمال البيت على الإطلاق!
وي! أتكون مثل أمها "العتيقة" التي انتهى زمانها ووضع جيلها على الرف؟!
وي! أتتسامع بها زميلاتها في المدرسة فيتضاحكن عليها ويعيرنها؟!
كلا! إنما تقوم بأعمال المنزل الفتاة التي لم يقدر لها -لأي سبب- أن تتعلم! أما المتعلمة فلماذا تصنع ذلك؟ إنها تعد نفسها للوظيفة بعد إتمام دراستها الجامعية. وليقم بعمل المنزل من يشاء!
فإذا فجأها الزواج في نهاية المطاف وجدت نفسها -فجأة- بلا عدة ولا تدريب ولا استعداد!
والجاهلية المعاصرة تزعم أنها تسارع إلى نجدة تلك الفتاة التي لم تتلق تدريبًا من قبل على أي شيء، والتي أعدت على طريقة الرجال ومناهجهم ومراحل دراستهم، لتكون مسخًا مشوهًا لا هو رجل ولا هو امرأة على السواء!
تسارع إلى نجدتها بتوريطها في مزيد من البعد عن فطرتها السوية، ومزيد من تقديمها قربانًا للشيطان!