المساواة، ليس هدفها في الإسلام إهانة المرأة وتحقيرها وإنما هي لتنظيم التبعات، وتوزيع التكاليف بحسب الاستعدادات. فكيان المرأة الذي ينمو فيه الجانب العاطفي ليتواءم مع وظيفة الأمومة ورعاية الطفولة ليس هو الأصلح لوظيفة القوامة وحمل التبعات، التي تحتاج إلى الجانب العقلي والفكري أكثر، وهو الجانب الذي ينمو عند الرجل أكثر من الجانب العاطفي المتقلب بطبيعته، المتغير على الدوام، والذي يكون في مكانه الطبيعي في كيان المرأة ليتلقى مطالب الطفولة المتقلبة المتغيرة على الدوام!

وخالق الفطرة هو أعلم بها وأعلم بما يصلحها ويصلح لها.

ولكن خالق الفطرة لم يقل إن الرجل أعلى في درجة الإنسانية من المرأة أو إن المرأة من نوع آخر غير نوع الرجل. إنما قال سبحانه:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا} 1.

{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} 2.

والمرأة ذات الفطرة السوية تعتز بأنوثتها كا يعتز الرجل السوي برجولته سواء بسواء، لأن الله هو الذي أودع ذلك الاعتزاز في فطرة كل من الجنسين بجنسه. فإذا جاءت جالهية من الجاهليات -أو كل الجاهليات- فحقرت المرأة لأنها تحمل وتلد وتقوم بشئون البيت، فإن الإسلام لا يحقرها من أجل ذلك. بل يخبرها بأن الله يعطيها ثوابها على القيام بوظيفتها بقدر ما يأخذ الرجل ثوابه على القيام بوظيفته. فالجنة التي تمنح للمقاتلين والشهداء في سبيل الله هي ذاتها الجنة التي تدخلها المرأة الصالحة التي قامت بحق زوجها وأولادها.

ومن هنا لا تشعر المرأة المسلمة -في المجتمع المسلم الحق- بتلك القضية المجنونة المثارة في الجاهلية المعاصرة.

إنما المسألة في حسها -وفي حس الرجل المسلم كذلك- أنها قضية تكامل بين شقي النفس الإنسانية,

وليست قضية تناطح على المساواة، وأنها كما وصفها الله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015