قيمتها إذن، ولماذا نصر عليها؟! إلا أن تكون الرغبة المحمومة في تحدي الفطرة. من أجل الشيطان.
وقد لا تستسيغ الفتاة وحمى المعركة دائرة ما تزال -ولفترة غير قصيرة بعدها- أن ترجع عما يسمونه "انتصارات" للمرأة! وأن تعود إلى تلقي برامج نسوية خاصة، لأن ذلك مرتبط في حسها بالمرحلة التي كان يقال لها فيها إنها "دون" الرجل، وإنها لا تصلح للدراسة التي يتلقاها الرجل لأن استعداداتها دون استعداداته. كما أنه مرتبط في حسها كذلك بالفترة التي كانت الجاهلية تعيرها فيها بأنها تحمل وتلد, وتقوم بشئون البيت الحقيرة, بينما يختص الرجل بجلائل الأعمال! وتعير فيها جملة بأنها أنثى مهما قامت به من أعمال!
والإسلام ليست مهمته مساوقة الجاهلية ولا مداهنتها لكي ترضى عنه!
{فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ، وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} 1.
إنما جاء الإسلام لتقويم الجاهلية, وردها إلى سواء الفطرة باتباع منهج الله. وفي الجو الإسلامي لا تعير المرأة بأنها تحمل وتلد وتلي شئون المنزل، إنما تكرم من أجل ذلك:
{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} 2.
والإشارة واضحة في الآية. فالوصية بالإحسان هي للوالدين كليهما، ولكن الذي يذكر تفصيلًا هو الأم جزاء ما قامت به من عمل جليل هو الحمل والرضاعة حتى الفصال.
والرجل يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم: من أحق الناس بحسن صحابتي، قال: "أمك". قال: ثم من؟ قال: "أمك"! قال: ثم من؟ قال: "أمك"! قال: ثم من؟ قال: "أبوك"! 3.
وقوامة الرجل على المرأة، التي تأباها الزميلة الجاهلية من زميلها الجاهلي وهما جالسان إلى مقعد واحد في حجرة الدراسة يتنافسان ويتناطحان بقضية