تحدثنا حتى الآن عن الشاب المسلم في مجال التربية الإسلامية، وقلنا في مقدمة الفصل إن الفتاة تنضج أسرع من الفتى في تلك المرحلة وتنضج على خط آخر، وإنه من أجل هذا يلزمنا أن نتحدث حديثين مختلفين عن الشاب وعن الفتاة.
وعلى الرغم من وجود مشابه عامة في خط النمو، فهو نمو جسدي، ونمو في المواهب والاستعدادات، ونمو في الاهتمامات النفسية، ونمو عاطفي لا يصلح معها أن نربيها على طريقة الفتى, وإن اتحدت الأهداف العامة في النهاية، وهي تربية الفرد المسلم والأسرة المسلمة للوصول إلى المجتمع المسلم والدولة المسلمة.
الفتاة أسرع نموًّا بصفة عامة في الناحية الجسدية والنفسية والعاطفية، بحيث نستطيع أن نضع فتاة السابعة عشرة -من حيث النضج الجسدي- في مستوى الشاب الذي تجاوز العشرين ببضع سنوات، كل على طريقته. فحيث يكون النمو عند الشاب هو قوة العضلات وامتلاءها، وصلابة العود والذكورة البادية في كل شيء، يكون النمو عند الفتاة استدارة العضلات ولينها، والأنوثة البادية في كل شيء.
والنمو النفسي والعاطفي يكون دائمًا متساوقًا مع النمو الجسدي. فالفتاة التي نما جسمها وأعضاء أنوثتها هذا النمو في السابعة عشرة, قد نمت نفسيًّا وعاطفيًّا كذلك -على اتجاهها الخاص- أكثر مما نما الشاب نفسيًّا وعاطفيًّا على اتجاهه، فأصبحت مهيأة لأن تكون ربة بيت، وتكون زوجة وأمًّا، بما لم يتهيأ مقابله شاب السابعة عشرة أن يكون مسئولًا عن بيت، أو يكون زوجًا وأبًا. ولذلك لا يتناسب مثلًا أن تتزوج فتاة في السابعة عشرة شابًّا في السابعة عشرة وهي في الواقع لا ترضى به! " لأنها تكون هي أنضج منه وأسبق في النمو! وإنما يتناسب أن تتزوج شابًّا قد جاوز العشرين فيحدث التكافؤ المطلوب.
وبصرف النظر مؤقتًا عن نوع النمو المتخصص، فأي جريمة نرتكبها في حق الفتاة -بحجة تحريرها ومساواتها بالرجل- أن نعطلها سبع سنوات أو ثماني سنوات في أخصب فترات نموها، حتى يلحق بها الشاب ويساوقها -على خطه- في درجة النمو؟!