وتوسيع الرقعة فإنه لا سبيل إلى ذلك في الأرض الإسلامية إلا بالقضاء على الإسلام! وسيقرأ ويطلع ويجد من تصريحات زعماء الغرب وساسته وكتابه ما يكشف كشفًا واضحًا عن هذه الحقيقة، من مثل قول جلادستون رئيس الوزراة البريطانية في مجلس العموم البريطاني وقت احتلال الإنجليز لمصر عام 1882 م مشيرًا إلى القرآن: "إنه طالما بقي هذا الكتاب في أيدي المصريين فلن يقر لنا قرار في تلك البلاد! " وقول اللنبي حين دخل القدس عام 1917 على رأس الجيش العربي "! " الذي ذهب يقاتل تركيا: "الآن انتهت الحروب الصليبية! " "أي: بعد استرداد القدس من المسلمين! " وقول وزير الخارجية الفرنسية مسيو بيدو حين قام بعض أعضاء البرلمان الفرنسي يطلبون إنهاء الحرب في الشمال الإفريقي لأنها أنهكت فرنسا بغير طائل: "إن هذه حرب الهلال والصليب، وينبغي أن ينتصر الصليب! " وقول أنديرا غاندي في تصريح صحفي لها عام 1969 "إننا نحب جمال عبد الناصر ونؤيده لأنه قضى على الإخوان المسلمين في مصر! " إلخ إلخ إلخ.

وهكذا -في جميع الاتجاهات- سيكون له موقفه المتميز، المبني على الدراسة الواعية وتمحيص الحقائق، والاهتداء بنور الحق المستمد من الكتاب والسنة، وقراءة الحياة على ضوء السنن الربانية التي لا تتخلف ولا تتبدل.

وأخيرًا تحدثنا عن النمو الروحي في فترة الشباب الباكر.

وبديهي أن يكون منهج التربية الإسلامية حفيًّا شديد الحفاوة بالنمو الروحي، لأنه القاعدة الحقيقية للتربية كلها في المنهج الإسلامي، كما أشرنا إلى ذلك في الكتاب الأول من "منهج التربية الإسلامية" في فصل "تربية الروح".

ولا نحتاج أن نعيد هنا ما قلناه هناك.

إنما نقول فقط إنه حيث تجنح الجاهلية المادية المعاصرة إلى طمس الجانب الروحي في نفوس الشباب، فإن التربية الإسلامية ترتكز ارتكازًا واضحًا على الجانب الروحي، لأنه هو الذي ينشئ الصلة العميقة بالله، ويربط القلب البشري به، يحبه ويخشاه.

والشباب بفطرته -كما قلنا من قبل- يحس بالتفتح الروحي في تلك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015