الوقاية- من ذوي الخبرة بالحياة ومن المتزوجين حتى لا يجرفهم تيار الفساد ولا يخطف أبصارهم البريق الخاطف الخاوي من الرصيد الإنساني الحقيقي.

أما إرسال أبنائنا إلى المستشرقين ليتعلموا اللغة العربية والشريعة على أيديهم فعجيبة من عجائب "المسملين" في هذا العصر، لا يفسرها شيء إلا الخواء العقيدي الذي يعيشونه، والذي حولهم إلى ذلك الغثاء الذي تحدث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها". قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: "بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل" 1.

فما يأخذ أحد أمور دينه من أعداء دينه إلا أن يكون من غثاء السيل الذي تحدث عنه رسول الله، حتى لو كانوا يملكون منهجًا حقيقيًّا في النظر، ومنهجهم في النظر إلى الإسلام معروف. لا يمت إلى "العلم" بصلة على الإطلاق، إنما هي الرغبة في التجريح والتشويه وإلقاء الشبهات2.

وواجب التربية الإسلامية على أي حال هو العودة بالشباب إلى معينهم الأصلي, يربون عليه منهج تفكيرهم ويغذون به عقولهم. العودة إلى الكتاب والسنة وكتب الفقه والأصول. حتى الذين يتعلمون الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء والرياضيات. فهم في حاجة جميعًا إلى أن يكون لديهم منهج فكر سليم.

والمسلم يتربى على تمحيص الحقيقة, والتجرد لها وعدم التأثر بمقررات سابقة ولا مقررات ذاتية لا برهان عليها، ولا بمجرد الظن:

{وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} 3.

{وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ} 4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015