وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} 1.

وكل الدعوات الزائفة التي تلتهم الناس في الجاهلية -والشباب بصفة خاصة- لا اعتبار لها ولا وزن عند المسلم الذي يتربى على منهج التربية الإسلامية، لأنه يزنها بميزان الله -الإسلام- فلا يجدها ذات وزن!

وحتى حين تتلبس هذه الدعوات بالإسلام فإنها لا تخدع المسلم الحق -أو لا ينبغي أن تخدعه- لأن كتاب الله يحمل إليه توعية كاملة في هذا الشأن. شأنه في كل أمر من أمور الحياة الأساسية:

{وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ، أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} 2.

والذين يقولون في دعاواهم: نأخذ من الإسلام كذا، ومن الديمقراطية كذا، ومن الاشتراكية كذا. ونظل مسلمين، يقول الله في أمثالهم:

{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} 3.

وهكذا تنضبط مشاعر المسلم وعواطفه، وتنضبط حركته كذلك في خضم التيارات.

وتعنى التربية الإسلامية كذلك بالنمو العقلي الهائل الذي يحدث في هذه المرحلة من العمر.

والعلم من الوسائل المعينة على تغذية العقل ولا شك. ووقت أن كان المسلمون مسلمين حقًّا كانوا هم أهل العلم في الأرض. وكانت أوربا تتعلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015