شريعة الله، ومحرمة ومبتوتة في خارجها، في إطار هذين التوجيهين الربانيين:

{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} 1.

{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} 2.

فالتوجيه الأول يبت كل الصلات التي يراها علم الاجتماع "الجاهلي" هي الروابط التي تقوم عليها الأمة. من روابط الدم والأرض والمصالح المشتركة إلخ، إذا لم تكن قائمة على العقيدة.

والتوجيه الثاني -في ظل العقيدة المشتركة- يجعل بعض الروابط أقرب وأوثق من بعضها الآخر، لأن لها ظروفًا طبيعية تجعلها كذلك، ولأنها -في صورتها تلك- لن تكون حواجز تحجز بين بعض المسلمين وبعض، أو تقيم بينهم العداوة والبغضاء والنفور والقطيعة.

وبهذه المعايير الحاسمة يضبط الإسلام عواطف المؤمنين ضبطًا محكمًا فلا تتميع ولا تتذبذب في قضية خطيرة تقوم عليها كل حياة الدنيا, وكل حياة الآخرة، وهي أن يكون الدين كله لله ولا يكون لله فيه شركاء.

والإسلام يوعي شبابه وأبناءه جميعًا لكي لا تأكلهم الدعوات الزائفة، ولا تخدعهم الشعارات الجوفاء، ولا تستهويهم الدعايات الكاذبة سواء للمبادئ أو الأشخاص. إنه يمنحهم المحك الذي يفرقون به بين الحق والباطل، والصدق والكذب، والخير والشر. إنه صدق التحاكم إلى شريعة الله:

{وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ، وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ، أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ، إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015