ويتم تأهيل أهل الجنة للجنة حسب سنة الله:
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} 1.
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} 2.
وتحدثنا قبل عن النمو العاطفي في مرحلة الشباب الباكر.
والتربية الإسلامية معنية بالنمو العاطفي عنايتها بكل أنواع النمو في الكائن البشري.
إن العواطف ليست "شأنًا خاصًّا" لصاحبها كما تعلن الجاهلية المعاصرة، ومن ثم يقع في دائرة "حريته الشخصية" أن يتصرف بها كما يشاء!
إن هذه الجاهلية -لغاية في نفس "يعقوب"- تطلق "الحرية الشخصية" للإنسان ابتداء من فترة المراهقة, ثم خاصة في فترة الشباب، لتحطم بها مقدسات البشرية كلها من عقيدة وأخلاق، بينما هي تضيق كل التضييق على هذه الحرية الشخصية في المجال الذي كان ينبغي أن تطلق فيه!
فالدين والأخلاق، والتقاليد الاجتماعية، والزواج، والأسرة.. كل هذه نهب مباح للحرية الشخصية تقتحمها اقتحامًا وتلتهمها التهامًا, ولا تذر فيها شيئًا قائمًا على أصوله.
أما حين تمس مصالح الرأسمالية في الغرب، أو تمس مصالح الحزب الشيوعي الحاكم أو اللجنة التنفيذية العليا أو الزعيم المقدس في الشرق، فهنا تخرس الألسنة المدافعة عن الحرية الشخصية أو تخرس، وتتسارع الأنظمة والتشريعات وأجهزة السلطة في تأديب المعتدي الأثيم الذي سولت له نفسه ما سولت، وقد لا ترضى في تأديبه بأقل من الإعدام! ويقال عندئذ إنه اعتدى على "الصالح العام"!!