وواجب المربي أن يصلح هذه الانحرافات حتى وإن كانت نبتت في مرحلة الطفولة, ولم تقوم في موعدها المناسب هناك. ففترة الشباب الباكر بخصوبتها الفائقة صالحة لتقويم ما لم يقوم من قبل، بتنمية الاتجاهات السليمة ذات الجذور الموجودة في أصل الفطرة.
ويملك المربي -وخاصة في المدرسة- وسائل كثيرة لتقويم هذه الانحرافات إن كانت موجودة، ولتنمية القدرة على التعاون الجماعي المثمر. وحياة المعسكرات من أنجع وسائل التربية في هذا الشأن -والشباب يحب المعسكرات بطبيعته- فإنه لا يمكن أن يظل شاب على جموده أو عزوفه حين يرى الباقين كلهم يقومون بالأعمال المطلوبة منهم في المعسكر. إنما يخجل من موقفه ويضطر ولو كارهًا في مبدأ الأمر أن يعمل. حتى يتعود أن يعمل بغير تضجر ولا كراهية. وسيجد الآخرين -وهم زملاء على نفس الدرجة ونفس المستوى- يقدمون له الخدمات فيستحي ألا يقدم لهم الخدمات بدوره. وهكذا يتعود على التعاون
حتى يصبح سجية فيه.
وحب الرياسة والسيطرة يمكن علاجه كذلك في تلك الفترة, حتى وإن كان الشاب قد مرد عليه من أيام الطفولة أو المراهقة، وليس من الضروري أن تكون وسيلة العلاج هي التحطيم! فهذه آخر الوسائل جميعًا، حين تفشل الوسائل "السلمية" كلها في العلاج! إنما أنجع الوسائل هو أن يعهد إلى مثل هذا الشاب بتحمل المسئولية. مسئولية حقيقية جادة، ويكون مسئولًا عنها أمام المربي الذي يتولى الإشراف عليه. عندئذ سيحس أن المسألة ليست هي "المريسة" الفارغة إنما هي القيام بالمسئولية على وجهها الأكمل الذي لا يعرضه للوم، ولا يعرض ذاته التي يعتز بها للحرج. وبذلك يصل المربي إلى هدفين طيبين بإجراء واحد، هما ضبط هذا الشعور المنحرف وتقويمه، وتعويد الشاب كذلك على تحمل التبعات. وكلاهما خير.
أما الشاب الذي يحجم عن التعاون مع الآخرين بسبب انطوائه على نفسه وعزلته فينبغي تشجيعه تدريجيًّا على الخروج من عزلته ومشاركة زملائه حتى يأنس إلى ذلك ويتعود عليه.
ومن وسائل الترابط في المجتمع المسلم كذلك الأمر بالمعروف والنهي