والولاء هو للمؤمنين:

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} 1.

ومن هنا يوجه الشباب في المنهج الإسلامي إلى أن يكون ولاؤهم لجماعة المؤمنين، وأن تكون مشاعرهم نحو البشرية كلها بحسب موقف هذه البشرية من دين الله ومن المؤمنين.

أما داخل الجماعة المسلمة فهذه هي التوجيهات والتعليمات التي يتربى عليها الشباب "وغير الشباب بطبيعة الحال! ":

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} 2.

وعلى المربي أن يتابع ترسيخ هذه الأخلاقيات حتى تصبح عادة. وتصبح دستورًا داخليًّا يتصرف الشاب بمقتضاه تلقائيًّا, كلما عرض موقف من المواقف المذكورة في تلك الآيات. ويحتاج الأمر إلى تذكير مستمر حتى ترسخ هذه العادة. ويكون عدم الترحيب وإظهار الاستنكار والامتناع عن الاستماع، من وسائل الصد عن الوقوع فيما نهى الله عنه من السخرية والغمز واللمز والتنابز بالألقاب وسوء الظن بغير تأكد والتجسس والغيبة والنميمة. إلخ. وهكذا تشكل مشاعر الولاء على صورتها السليمة التي يريدها الإسلام.

ثم إن من علائم الأخوة ووسائلها التكافل في المجتمع المسلم بين القادرين وغير القادرين. وهذا أيضًا يحتاج إلى توجيه وإلى تعويد. والقدوة أمر عظيم الأثر في ذلك. فحين يرى الشاب -منذ كان طفلًا ومراهقًا- أن أبويه -إن كانا من القادرين- يقومان بكفالة المحتاجين ممن يعرفونهما فإن هذا سيؤثر في نفسه ويعوده على مشاعر التكافل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015