الذي كان يعيش فيه في طفولته ومراهقته، إلى نطاق واسع يشمل المجتمع الذي يعيش فيه، والمجتمع البشري كذلك.
ومنهج التربية الإسلامية يستوعب هذا النمو النفسي ويوجهه وجهة الخير على خطىي المنهج الرباني المنزل من عند الله.
إن المنهج الرباني يدعو إلى ترابط المجتمع، بل الأمة الإسلامية بأسرها، فيحدث المؤمنين بأنهم إخوة:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} 1.
ويحدد هذه الأخوة تحديدًا واضحًا. إنها الأخوة في العقيدة. إنها ليست رابطة الدم ولا الجنس ولا اللغة ولا القوم ولا الأرض ولا المصالح المشتركة، ولا أي آصرة مما تقيم عليه الجاهليات روابطها في القديم أو الحديث. إنما يكون لهذه الروابط كلها وزن حين تكون قائمة في ظل العقيدة:
{وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} 2.
أما في غير العقيدة فكلها روابط منبتة ومحرمة:
{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} 3.
وليس معنى هذا هو العداء للبشرية:
{لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} 4.
فالعقيدة محور الحياة، ومحور الحركة، ومحور المشاعر، ومحور السلوك.