الفرق ليس في الصورة وإنما في الجوهر. ليس في الوسيلة وإنما في الغاية.

لماذا يقاتل الإسلام، ولماذا يقاتل الكفار في القديم أو الحديث؟

{الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} 1.

إنه ليس القتال في ذاته، إنما السبيل والغاية في سبيل من؟ وفي سبيل ماذا؟ لتوسيع الرقعة؟ لإرضاء الزهو؟ لاستعباد الآخرين وقهرهم ونهب خيراتهم؟ لتحقيق المصالح الخاصة؟ للتكالب على متاع الأرض؟! تلك هي الأهداف التي تقاتل من أجلها الجاهليات. وتقدم شبابها وقودًا لصراعاتها.

وتلك بالذات التي جاء الإسلام ليحاربها. ويقاتل الطغاة الذين يسخرون شعوبهم من أجلها، ويحرر تلك الشعوب من استعباد الطغاة لها، وذلك بأن يدعوهم لعبادة الله الواحد فيتحرروا لتوهم من جميع الأرباب الزائفة التي تعبد من دون الله، وفي مقدمتها أولئك الطغاة بنظمهم وتشريعاتهم التي يستعبدون بها الناس.

وأمر المسلمين أن يدعو الناس إلى الإسلام أولًا، فإن أسلموا -لله لا لهم- فقد انتهى الأمر, ولم يعد هناك قتال:

{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} 2.

فالإسلام إذن دين دعوة أولًا. دعوة لله. فإن أبى الناس الإسلام، وأبوا الخيار الثاني وهو إعلان الخضوع لقوة الإسلام وعدم الخروج عليه أو مناوأته، فعندئذ يقاتلون. ويقاتلون لا لإكراههم على العقيدة ولكن لإقامة العدل الرباني في الأرض، المتمثل في تحكيم شريعته، والناس أحرار بعقائدهم في ظل الإسلام.

من أجل هذه الأهداف يقاتل المسلمون. لتكون كلمة الله هي العليا. لا ليكون جنس أو قوم أو أفراد من البشر هم الأعلون.

وحين يربي الإسلام أهله جميعًا -وشبابه خاصة- على القوة، بما في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015