{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} 1.
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} 2.
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} 3.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً} 4.
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} 5.
{أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} 6.
ودين على هذا النحو، يعد أهله لإقامة الحق والعدل في الأرض، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإزالة الطواغيت من الأرض ليكون الدين كله لله لا للطواغيت. دين كهذا يحتاج إلى قوة وإلى أقوياء.
والقوة معنى شامل، يشمل قوة الأرواح وقوة العقول وقوة النفوس وقوة الأبدان. والإسلام حريص عليها كلها في آن.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصًا على أبدان أمته أن تكون قوية صحيحة، كما كان حريصًا على أرواحهم وعقولهم ونفوسهم. وقد أوصاهم ألا يسرفوا في الطعام, وبين لهم أن المعدة بيت الداء, لتظل أجسامهم بعيدة عن الأمراض. كما أوصاهم أن يتدربوا التدريبات الرياضية العنيفة كالسباحة والرماية وركوب الخيل لتشتد أجسامهم وتقوى، وتكون عدة لهم في الجهاد.
ولكن ما الفرق إذن بين الإسلام وبين الدولة الرومانية القديمة أو بينه وبين النازية الحديثة، وقد كانت كلتاهما تدعو إلى القوة والغلبة، وتعد شبابها للقتال؟