الرياضة وخاصة السباحة والرماية. يقول الحديث: "علموا أولادكم السباحة والرمي"1.

ولكن العبرة ليست بتقوية الجسم وتدريبه. إنما تكمن العبرة -التربوية- في الهدف من وراء ذلك.

هل القوة الجسدية غاية في ذاتها كما كانت عند الإغريق؟ أم هي وسيلة لغاية؟ وأي غاية هي؟ الاستمتاع بمتاع الأرض إلى أطول مدى مستطاع دون أمراض أو بأقل قدر من الأمراض كما هو الهدف الغالب من الرياضة في الجاهلية المعاصرة؟ أم هو الكسب المادي كما تصنع هذه الجاهلية في مباريات المحترفين من لاعبي الكرة والمصارعين والملاكمين؟ أم هو تلهية الجماهير عن مظالم الطغاة كما هو مشاهد من "جنون الكرة" في كثير من بقاع الأرض؟ أم هو الإعداد للقتال كما كان في روما القديمة وكما كانت النازية تصنع في التاريخ القريب؟ وحين يكون الهدف هو الإعداد للقتال فأي قتال هو؟ وفي سبيل أي شيء؟!

إنها -كما ترى- أهداف متعددة ومختلفة، وإن كانت صورة الأداء واحدة في جميع الحالات. والعبرة بالهدف لا بصورة الأداء.

والإسلام يعنى بقوة الأجسام لسببين: أحدهما عام والآخر خاص. فأما السبب العام فهو الذي يبينه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير" 2, وأما السبب الخاص فهو الإعداد للجهاد في سبيل الله. والسببان يلتقيان في الحقيقة. فهذا الدين دين قوة وغلبة، وليس دين استخذاء وضعف. وقد نزل ليحكم الأرض، ويقيم فيها حكم الله، ويزيل منها الطواغيت التي تعبد الناس لها من دون الله:

{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} 3.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015