الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} 1.

أما جاهلية "العلم" في هذا القرن العشرين، فهي أجهل جاهليات التاريخ!

الآن وقد أعطينا وصفًا سريعًا للسمات البارزة في هذه المرحلة عند الشباب، نتحدث عن الشاب المسلم في هذه المرحلة، كيف يتكون وكيف يكون؟.

إن الإسلام دين الفطرة، ما جاء ليغير مسار الفطرة أو يغير بناءها. إنما جاء ليبين لها مسارها الصحيح ويقيمها عليه، لأن فاطر هذه الفطرة هو الذي نزل هذا الدين، وفصل فيه منهج الحياة. وقد فصله سبحانه بحيث يتلبس بالفطرة تمامًا -في حالة سوائها- ويقومها في حالة انحرافها لتستقيم.

وكل ما عرضناه من سمات هذه الفترة فإن له توجيهه المناسب في المنهج الرباني، الذي يجعله في أحسن تقويم. وما علينا -في التربية- إلا أن نطبق توجيهات المنهج, فإذا لدينا ذلك الشاب المؤمن الذي نشأ في طاعة الله، والذي نوه به رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن المستحقين للجنة عند الله:

"سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في طاعة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله" 2.

وإنها لصورة كريمة حقًّا ومشرقة حقًّا تلك التي تصفها تلك الكلمات: شاب نشأ في طاعة الله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015