هذه العلاقات تعتبر حالات شاذة تحتاج إلى علاج! ثم تقوم العيادات النفسية بتكملة الحلقة. فتنصح الزائرين والزائرات من الشبان والفتيات أن يقيموا علاقات تذهب عن نفوسهم الحزن وترفع الكبت وتطلق الشحنة الحبيسة في الأعصاب!

وتعلم الجاهلية في سريرة نفسها -أو يعلم الشياطين الذين يخططون لها- أن هذه كلها أمور مفتعلة وحجج غير حقيقية!

فهناك شباب -غير قليل- في تلك المجتمعات المتفسخة، ينشئ علاقات "مستقرة" أي: تقوم فيها معاشرة كمعاشرة الأزواج، ينجم عنها بنون وبنات، وتؤجر لها المساكن ويشترى لها الأثاث. ثم لا يتزوجون! فليست الإمكانات المادية إذن هي التي تنقصهم، ولا هي ضرورة النضج قبل الاستقرار، إنما هي الرغبة المجنونة في معصية الله واتباع الشيطان!

ثم إن العلاقات الزوجية التي تنشأ بعد فترة العبث الماجن في الشباب الباكر لم تثبت حتى الآن أنها علاقات مستقرة وناضجة، بل الثابت من الإحصاءات أنه كلما أمعن الشباب في "التجربة" بحثًا عن النضج المزعوم والاستقرار، زادت نسبة الطلاق بعد الزواج، وزادت البيوت المهجورة التي هجرها الزوج أو الزوجة بحثًا عن "تجربة" جديدة!

ونضرب صفحًا عن الجاهلية وما تفتعله وما تفعله، ونعود إلى عواطف الجنس في الفطرة، فنقول: إن هذه الفترة هي فترة البحث الجاد عن شريكة الحياة.

فلم تعد المسألة مجرد أحلام مسحورة وهيام وخيالات. إنما هي عواطف واقعية تتجه إلى شخصية محددة. أو هو بحث واقعي عن شخصية محددة تتوفر فيها شروط معينة تتلاءم مع المفهوم الذي يعيش الشاب به، والصورة التي يريد تحقيقها، ولا يمنع هذا من وجود الرؤى المسحورة التي تصنع الهالات حول شخصية معينة قد تبدو في نظر الآخرين عادية بغير هالات. فهذا من طبيعة تلك الفترة من العمر عند بعض الناس على الأقل، الذين يلعب الخيال والفن دورًا في حياتهم، وهو من دوافع الفطرة الطبيعية التي أودعها الله في كيان الإنسان لتحدث التلاحم المطلوب بين شقي النفس الإنسانية: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015