متعة مريضة وتلذذ بالشر والإيذاء، فيجند الشاب ولاءه وجهده وفدائيته لعصابات القتل والسلب والنهب والاعتداء على الأموال والأنفس والأعراض, ويجد "بطولته" في هذا الطريق!
وينمو الشاب عاطفيًّا كذلك.
لقد كان في مراهقته يتخذ أصدقاء يلعب معهم حينًا ويلهو، ويستذكر معهم حينًا آخر، ويخرجون في نزهات أو جولات، ويكونون أحيانًا "جماعات" صغيرة تقوم ببعض ألوان النشاط. ثم كانت له "اهتمامات" بالجنس الآخر1.
أما اليوم فقد اتسع مجال عواطفه وتضاعف..
إن له اليوم أصدقاء، قد يصطفي من بينهم واحدًا أو أكثر يلازمه ويستخلصه لنفسه ويفضي إليه بذات نفسه وأسراره. ولكنه مع ذلك قادر على منح صداقته وزمالته لعدد واسع من الناس. ومن هنا يمكن أن يحس بالزمالة لفرقة كاملة من فرق الدراسة -وخاصة الدراسة الجامعية- بينما كان في مراهقته لا يصادق من فرقته إلا أفرادًا معينين. ويستطيع أن يحس بالزمالة لفريق رياضي كامل، أو مجموعة كبيرة من البشر في الهيئة أو الجماعة أو الحزب أو التكتل الذي ينتمي إليه. وتظل هذه الزمالة أو الصداقة تتعمق على مدى الأيام، ومنها ما ييقى إلى نهاية العمر، بينما كانت زمالات المراهقة موقوتة سرعان ما تفرقها الأحداث!
ثم إن له عواطف اجتماعية، وأخرى إنسانية.
عواطف موجهة إلى المجتمع الذي يعيش فيه. إلى مجموع الناس في هذا المجتمع لا إلى أعيانهم ولا أشخاص معينين منهم. يحس نحوهم برابطة ما. رابطة معنوية ولكنها عميقة وقوية، تأخذ شكل "المفهوم" الذي يعيش به، سويًّا كان هذا المفهوم أو غير سوي، فتأخذ شكل أخوة في الله. أو شكل