في الطفولة، تجعل الرياضة أمرًا شاقًّا أو مجهدًا فينصرف الشاب عنها على رغبة فيها أو على عزوف.

وأما الأسباب النفسية فقد تكون انطواء وخجلًا وخشية من الفشل أمام الآخرين، أي: نقصًا في ثقة الولد بنفسه بصفة عامة، وقد تكون اعتدادًا شديدًا بالنفس ولكن في اتجاه آخر! فقد يخيل للفتى أنه عبقري أو فيلسوف أو أديب أو فنان. وأنه من أجل ذلك أرفع من أن يتميز بطاقته البدنية؛ لأنه يتميز بطاقته العقلية أو موهبته الفنية! أو قد تستغرقه هذه الموهبة بالفعل فتأخذ وقته وجهده فينصرف عن الرياضة، أو قد تكون له هواية عقلية كالشطرنج, أو الورق يجلس إليها الساعات الطوال لا يتحرك, فيتعود جسمه على السكون بدلًا من الحركة. أو قد تكون له مفاسد خلقية تشغله عن رياضته1.

ثم إن مواهبه واستعداداته بدأت تبرز. وبدأ هو يهتم بإبرازها والتميز بها, ومحاولة التفوق بها على الآخرين.

والمواهب والاستعدادات كثيرة ومتنوعة. فهذا ميال للآداب أو الفنون، وهذا ميال للعلوم أو المهارة اليدوية. هذا له قدرة على حفظ الشعر أو النصوص الأدبية أو له براعة أسلوبية نثرية أو شعرية. وهذا رسام ماهر. وهذا بارع في حل المسائل الرياضية. وهذا له ميول هندسية أو ميكانيكية. إلخ.. إلخ.

ولقد ظهرت هذه المواهب والاستعدادات من قبل فترة المراهقة ولكنها كانت ما تزال طفلة. أما اليوم فهي أبرز وأوضح، ولها إنتاج ظاهر. وعلى أساسها يختار الشاب حرفته المستقبلة، سواء وفق في دراسته للوصول إليها أم لم يوفق. فهو يقول لنفسه: أريد أن أكون طبيبًا أو مهندسًا أو أديبًا أو فنانًا أو باحثًا اجتماعيًّا أو مؤرخًا.. أو فيلسوفًا! ويحاول أن يختار الدراسة التي تناسب استعداداته وميوله.

وفي حالات شاذة نادرة يحلم بالبطولة عن طريق الشر، فيقول لنفسه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015