وليست هذه الآثار كلها ناجمة بطبيعة الحال عن مرض واحد بعينه أو انحراف واحد من انحرافات الجاهلية، بل هي حصيلة كل الأمراض وكل الانحرافات في وقت واحد. ولكن من أبرزها جميعًا ولا شك إفساد فطرة المرأة بقضية المساواة المطلقة بين الجنسين، ومحاولة "ترجيل" المرأة وصرفها عن أنوثتها ووظائفها الأنثوية، في ذات الوقت الذي تدفع فيه هي والرجل سواء إلى حمأة الجنس المسعورة، حيث يبقى لها هذا المجال وحده -من كل مجالات حياتها- تمارس فيه كيانها كأنثى، ولكن في غير النظافة اللائقة بالإنسان الذي كرمه الله ورفعه -منذ خلقه إنسانًا- أن يهبط إلى مستوى الحيوان!

وسواء كانت المرأة الجاهلية المعاصرة في الغرب واعية أو غير واعية لذلك التناقض الحادث في شخصيتها، حيث تمارس الحياة كلها كأنها رجل او امرأة رجلة، إلا لحظة الجنس المسعورة فتمارسها أنثى بطبيعة الأنثى وكيان الأنثى، فإن هذا التناقض يسري في كيانها ويمزقه على أي حال ويحمله فوق طاقته. وقد بدأت أخيرًا -رغم كل محاولات الجاهلية لصدها عن إفاقتها- بدأت تشكو شقاوتها علانية في الصحف والحلقات التليفزيونية، وتقول إنها ضجرت وتعبت وتريد أن تعود إلى البيت أنثى وأم أولاد! 1

وخلاصة القول بالنسبة إلينا أننا لا بد أن نتحدث حديثين مختلفين -في هذا الفصل والفصل الذي يليه2- عن كل من الجنسين، رغم وجود سمات عامة مشتركة بين الجنسين، فهما -من قبل ومن بعد- جنسان من كائن واحد هو "الإنسان"!

نحن الآن مع كائن هو في حس نفسه جديد كل الجدة، وهو في حسنا نحن ابننا أو بنتنا اللذين كانا منذ قليل طفلين كبيرين، نلحظ نموهما الصاعد ولكنه لايفجؤنا بذات القدر الذي يفجأ الشاب نفسه أو الفتاة!

وحقيقة إن هناك ما يفجؤنا من حال هذا الكائن الجديد. ولكن ألم يفجأنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015