فتارة يقال إن العلم قد أثبت أن البنت والولد متساويان في نسبة الذكاء. وتارة يقال إن التجربة أثبتت أن البنت أكثر تفوقًا من الولد في مواده الرجالية الأصيلة. وتارة يقال إن الزواج الباكر للبنت هو "وأد" لمواهبها وحرمان للمجتمع من نشاطها! وتارة يقال إن الزواج فن يحتاج إلى "خبرة".. وإن الفتاة ينبغي أن تحصل على هذه الخبرة من تجاربها الاجتماعية -والعاطفية كذلك! - لكي تصبح زوجة "صالحة! ". وتارة يقال إن الزواج له تكاليف، وإن المرأة ينبغي أن تسهم في التكاليف بأن تكون عاملة متكسبة، ولن تعمل وتتكسب حتى تتخطى كل مراحل الدراسة وسنواتها الطوال.
ومن بين وسائل التغيير كذلك محاولة شغل بعض النساء والفتيات بالأمور العامة -ولو تظاهرًا- حتى لا يقال إن المرأة -والفتاة في هذه السن خاصة- تكون مشغولة بكيانها الخاص أكثر من أي شيء آخر.
ومن بينها كذلك نزع الحياء الفطري الذي هو من سمات الأنثى عامة، ومن سمات هذه الفترة بصفة خاصة1، وذلك بتعرية الجسد حتى يفقد حياءه، وتشجيع الحديث في مسائل الجنس -فضلًا عن الممارسة بطبيعة الحال- لأن الحديث المكشوف في مسائل الجنس أشد قتلًا للحياء من الممارسة الفعلية التي يمكن أن تتم في خفاء عن العيون "وإن كانت الجاهلية المعاصرة تمارس الجنس في غير خفاء إمعانًا في قتل الحياء! ".
ومن بينها كذلك توحيد نوع التعامل مع الذكر والأنثى في كل شيء: في الدراسة -والجامعية منها بصفة خاصة- وفي الوظيفة، وفي المركبة العامة، وفي لوائح الدولة، وفي المحظور وفي المباح. وفي كل شيء على الإطلاق حتى تنسى المرأة أنها أنثى، وتتحول إلى مسخ لا سمة له ولا كيان!