لفعل، والتي لم يكن الشاب على وعي كامل بها من قبل، لأنه -في المراهقة- يعيش فترة حالمة، تحلم أكثر ما تتجه إلى الإدراك والوعي.

ففي المراهقة تبدأ فورة الجسد. وفي الشباب الباكر تتركز هذه الفورة وتزداد قوة، سواء في طول القامة، أو نمو الأعضاء. أو قيامها بوظائفها.

وفي المراهقة كذلك تبدأ فورة النفس والمشاعر، وفورة الأحلام والتطلعات، وفورة القيم والمبادئ. وفي الشباب الباكر تتركز هذه الفورة وتزداد قوة. فالمشاعر متحمسة, والعواطف جياشة. والأحلام والتطلعات أقوى ولكنها أكثر واقعية من خيالات المراهقة الحالمة، لأنها تتطلع إلى حلول عملية "سواء كانت هذه الحلول ممكنة التطبيق حقيقة أو متعذرة أو حتى مستحيلة! إنما المهم أن طريقة تناولها والتفكير فيها طريقة عملية, وليست مجرد خيالات حالمة على طريقة المراهقة" أما القيم والمبادئ فهي اليوم أكثر اتساعًا وأكثر وعيًا وأكثر جدية، في حين كانت في فترة المراهقة قيمًا ساذجة ومبادئ محصورة النطاق.

وفي المراهقة بدأت المواهب والاستعدادات تظهر, ولكنها الآن أكثر بروزًا وأوضح.

وهكذا يمكن أن نقول في جميع الاتجاهات. فيها إضافة، وإضافة حيوية، ولكنها إضافة التعميق والتحسين فيما هو موجود بالفعل، أكثر مما هي إضافة جديد لم تكن له جذور من قبل.

وإذا كانت هذه رؤية عامة لهذه المرحلة من العمر، فإنه يجب أن نفرق تفريقًا واضحًا بين البنين والبنات فيها، لأن الواقع الفطري هو الذي ينشئ تلك التفرقة، ولو كرهتها الجاهلية المعاصرة وحاولت أن تغفلها أو حتى تتبجح بإنكارها، أو تعمل على إزالتها.

إن المشهود الذي يقرره علم وظائف الأعضاء، وكانت أجيال البشرية السابقة تعرفه وتقره وتتعامل على أساسه حتى جاءت الجاهلية المعاصرة فحاولت أن تنفيه أو تنفي آثاره، هو أن البنات أسرع نضجًا من البنين في هذه المرحلة بشكل واضح. فإذا كانت مرحلة البلوغ متساوية -تقريبًا- عند البنين والبنات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015