هذه مرحلة من أخصب مراحل العمر، ومن أجملها عند الإنسان حين تصبح ذكرى فيما بعد!
ولئن كانت مرحلة النضج التي تلي ذلك هي أهم مراحل العمر من الناحية العملية، إذ هي مرحلة الإنتاج من ناحية، ومرحلة استواء الشخصية على صورتها المتكاملة من ناحية أخرى، إلا أن مرحلة الشباب الباكر حتى النضج هي أكثر فترات العمر حيوية ونشاطًا وتدفقًا وتطلعًا وحركة.
إنها مرحلة نمو واع، وتطلع إلى الزيادة في كل اتجاه.
نمو جسدي ظاهر وتطلع إلى مزيد.
ونمو عقلي ظاهر وتطلع إلى مزيد.
ونمو نفسي. ونمو عاطفي. ونمو روحي.
نمو في الخبرة ونمو في القدرة ونمو في المعرفة ونمو في المواهب والاستعدادات ... نمو في كل اتجاه.. وتطلع دائم إلى المزيد.
هي فترة العواطف المتدفقة من كل نوع. وفترة التحصيل العلمي والقراءة والاطلاع. وفترة النشاط الجثماني الموار. وفترة التعلق بالمثل والمثاليات. وفترة التفكير في مشاكل المجتمع ومشاكل السياسة ومشاكل البشرية!
وهي فترة الرغبة الدافعة في الإصلاح والعمل المتحمس للتغيير، ومن هذا فهي فترة الانتماء إلى "الجماعات" و"الجمعيات" و"الأحزاب" و"التكتلات"، سواء كانت هذه كلها مما يستحق أو لا يستحق، فالرغبة في "الانتماء" والرغبة في الإصلاح والتغيير، كثيرًا ما تكون أكبر عند الشباب من القدرة على التمييز والقدرة على التمحيص. وكثيرًا ما يكون البريق الخاطف أكثر لفتًا للشباب في هذه المرحلة من الجوهر والمضمون. ولكنه -حين