وماذا تكون الحلول، وكيف تكون -ما دمنا نسير في ركاب الجاهلية- إلا ما وصلت إليه تلك الجاهلية قبلنا من حلول؟!
لا بد أن نطلق "الحرية" الجنسية للشباب، حتى لا يصيبه "الكبت"، ولا تتبدد طاقته الحيوية في الاضطرابات النفسية والعصبية التي يصنعها الكبت!
نفس القولة التي قالتها الجاهلية هناك. انسياقًا وراء المخطط الشرير.
أما أن نسعى إلى تنظيف الحياة "الإنسانية" من الهبوط الحيواني المزري الذي تعيش فيه، وتنظيف وسائل الإعلام من القذر المنتن الذي تخلطه الجاهلية "بالفن" وتناول الجنس بصورته الفطرية السوية التي تجمع شحنة الجسد وشحنة الروح في كيان واحد، وتيسر الزواج في سنه الطبيعية بدلًا من تيسير الفاحشة في تلك السن. أما هذا كله فلا نصنعه ولا نفكر فيه. يا لله! أنكون رجعيين إلى حد النظافة؟!! نظافة الحس والشعور والسلوك والتفكير؟! ويقول العالم عنا إننا متأخرون، نفكر بنظافة الدين، في وسط القذارة الشاملة التي تنشئها الحضارة الجاهلية في القرن العشرين؟!!
كل شيء إلا هذه التهمة الشنيعة التي لا يطيقها على نفسه إلا رجعي متطهر يريد أن يخالف فطرة الحيوان!
{وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} 1.
وكذلك صارت سخرية المساخر في الجاهليات القديمة هي الشعار الذي ترفعه الجاهلية الحديثة بلا تحرج ولا تأثم ولا خجل ولا مداراة.
ومتى كان الخجل من صفات الحيوان؟!
والذين يريدون التربية الإسلامية في هذا المجتمع الجاهلي يدفعون الضريبة مضاعفة!
إنه يجدون الطريقة مسدودًا أمامهم لتنفيذ المنهج الرباني، في الوقت الذي تلاحقهم الجاهلية بكل وسائل الإثارة المحمومة في الشارع وفي المجتمع