{صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً} 1.

{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} 2.

وثمت خيط آخر من خيوط الفطرة يستخدمه المنهج الرباني.

ففي هذه الفترة التي تنفجر فيها شحنة الجنس، تنفجر شحنة روحية عجيبة، شفافة صافية مشرقة، ربما تكون في حس الجاهلية متناقضة مع شحنة الجنس بصورتها "الأرضية" الحسية الغليظة المعتمة.

وحين ينظر إلى الجنس على أنه شيء مستقذر، تكون شحنة الروح بالفعل متناقضة معها، ومحيرة في تناقضها.

أما حين يؤخذ الأمر من وجهة الفطرة السليمة فلا تناقض. فلا شيء في الفطرية السليمة مستقذر. ثم إن الإنسان -في النهاية- وحدة متكاملة تشمل الروح والجسد على السواء، ولا عجب أن تنطلق شحنة الجسد وشحنة الروح في وقت واحد وعلى صعيد واحد.

إن مرحلة البلوغ هي مرحلة بداية النضج. يتفجر فيها الكيان البشري بكامله. لينضج بكامله. ومن هنا يتم -في بناء الفطرة السليم- انطلاق شحنة الجسد وشحنة الروح في دفعة واحدة.

وإذا كان الطفل في الفترة السابقة ينمو على دفعات. مرة ينمو خياله ومرة تنمو واقعيته. مرة تنمو عضلاته ومرة تنمو عظامه. مرة تنمو قدرته على تعلم اللغة -أي لغة، وأي عدد من اللغات- ومرة تتوقف هذه القدرة أو تبطئ وتنمو قدرته على جمع المعلومات.

إذا كان الأمر كذلك في الطفولة -مع عدم التوقف التام في الحقيقة في أي عنصر من العناصر، إنما هي مسألة تبادل نسبي في معدلات النمو المختلفة- فإنه الآن -في مرحلة البلوغ- تنطلق معدلات النمو كلها تقريبًا دفعة واحدة. فيحدث نمو سريع في كل اتجاه. ومن بين هذه الاتجاهات المختلفة، المتكاملة في ذات الوقت، تنطلق شحنة الجسد وشحنة الروح معًا في آن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015