طفولة الأطفال أقرب. أما اليوم فهي جادة وملحة وحقيقية. ثم إن لها -مما طرأ على الجسم من تغيرات- ما يبررها!
وهنا أحد الخيوط التي يستخدمها منهج التربية الإسلامية في معالجة المسألة الجنسية.
إن تحقيق هذه الرغبة النفسية يفرغ شحنة هائلة، تظل لولا ذلك ملحة ضاغطة، وتأخذ صورة الضغط الجسدي إلى جانب الضغط النفسي. لأن الإنسان -في النهاية- وعاء واحد متحد الكيان؛ وكل ضغط يضغط عليه كله. وكل تخفيف يخفف عنه كله.
لذلك يلجأ المنهج الرباني إلى تحقيق هذه الرغبة النفسية بكل الوسائل، فيكون ذلك -من أحد جوانبه- تحقيقًا للكيان الجنسي الجديد، يخفف ضغطه على الأعصاب.
والتكليف هو جانب من جوانب ذلك التحقيق!
الآن صار الفتى رجلًا.. وكلفه الله التكاليف. أصبح محاسبًا على أعماله منذ اليوم؛ لأنه لم يعد طفلًا بعد الآن!
والآن صارت الفتاة أنثى، وتلقت التكليف الرباني، لأنها لم تعد طفلة منذ اليوم.
إنه إحساس عميق جدًّا في الجو الإسلامي الحقيقي، يملأ النفس اعتزازًا ويحقق لها كيان النضخ الذي تهفو إلى تحقيقه.
والمنهج الإسلامي يضيف إلى التكليف الشرعي حمل التكاليف الدنيوية كذلك. فقد صار الفتى منذ اليوم مسئولًا في البيت وفي المجتمع، لأنه "بلغ مبلغ الرجال" فصار واحدًا منهم، يتصرف مثلهم، ويعهد إليه بالأمور مثلهم. وقد صارت الفتاة مسئولة في البيت -ميدانها الأصيل- لأنها "بلغت مبلغ النساء" ودخلت عالمهن بالفعل فصارت واحدة منهن، يعهد إليها بما يعهد إليهن من أمور.
ولا يغفل المنهج بطبيعة الحال أن خبرة الفتى والفتاة محدودة حتى اللحظة. ولكنه يهدف إلى زيادتها وتوكيدها بهذه الطريقة، في ذات الوقت الذي يهدف فيه إلى تحقيق الرجولة للفتى والأنوثة للفتاة، لاستيعاب جانب من شحنة الجنس الفوارة الموارة، وتصريفها عن هذا الطريق.