ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} 1.

فيذكر الدوافع والضوابط معًا.. فالذين {اتَّقَوْا} يتعرضون لذات الدوافع كما يتعرض غيرهم من الناس، لأنها مزينة للناس جميعًا ومحببة للناس جميعًا. ولكنهم يستخدمون ضوابطهم، فيصبرون, ويصدقون، ويقنتون، وينفقون ويستغفرون بالأسحار، فيكون جزاؤهم هو الجنات والخلود، والأزواج المطهرة والرضوان من الله.

وهكذا يكون الإنسان في صورته العليا، "في أحسن تقويم" لا كما أراده الشاعر الجاهلي مفتونًا بالشهوات.

ومنهج التربية الإسلامية وهو يعالج مسألة الجنس التي تفجأ الفتى والفتاة بطاقة دافعة لا قبل لهما بها، يعود إلى نقطة البدء: حب الله وخشيته، والقدرة على الضبط، ثم يثني بأمور أخرى.

ومما يلفت النظر أنه في هذا الوقت بالذات تصبح الصلاة والصيام فرضًا, وقد كانت الصلاة من قبل مجرد عادة تؤسس!

هنا إشعار للفتى والفتاة بالتكليف الحق من قبل الله، وبالتعرض الحق للثواب والعقاب، وقد كان ما مضى كله مجرد تعويد على التكليف.

هذا ضابط من الضوابط يتكأ عليه الآن بالذات، إزاء هذه الدفعة الفوارة الموارة المفاجئة!

ولكن للإسلام -كما قلنا- وسائله الأخرى.

إن الجنس ليس شحنة جسد خالصة كما يراد تصويره في التفسير الجثماني للمشاعر. ولكنه شحنة نفسية كذلك. بالإضافة إلى الشحنة الروحية التي تصحبه، وسنتحدث عنها قائمة بذاتها فيما بعد.

فماذا تريد الشحنة النفسية على وجه التحديد؟

إنها تحدث في نفس الفتى رغبة قوية أن يكون رجلًا، وفي نفس الفتاة رغبة قوية أن تكون أنثى ناضجة.

لقد التقينا بهذه الرغبة من قبل في المراهقة قبل البلوغ. ولكنها كانت إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015