واقتصادياتها، واجتماعياتها، كما يشمل جوانبها الجسدية والروحية والشعورية كلها في آن واحد.

ونتتبع الخيط التربوي من أوله، فنجد أن الإسلام قد ربى الطفل1من قبل على حب الله وخشيته من ناحية، وعلى القدرة على الضبط من جانب آخر.

فأما حب الله وخشيته فقد تربى عليه منذ عرف الله. منذ راح يبحث عن الخالق، فدله مربيه عليه وربط قلبه به.

وأما القدرة على الضبط فقد تعودها منذ طفولته, وعلى المدى الطويل حتى أصبح اليوم في مرحلة البلوغ.

وحقيقة أن الدفعة الجديدة -الفوارة الموارة- قد تعصف -إذا تركت وشأنها- بقدرته السابقة على الضبط، وبخشيته السابقة من الله.

والإسلام لا يتركها وشأنها حتى تفعل ذلك! فالفطرة -ذات الدفعة الفوارة الموارة- هي الفطرة التي خلقها الله، والإسلام هو دين الله المنزل، المفصل على قد هذه الفطرة. ولم يجعل الله في الفطرة دافعًا قهريًّا يدفع إلى معصيته سبحانه، ثم يحرمه ويطلب من الناس ألا يعصوه!

كلا! ليس الأمر كما قال الشاعر الجاهلي الحديث يخاطب ربه:

خلقت الجمال لنا فتنة ... وقلت لنا يا عباد اتقون

فقد أبرز ذلك الشاعر الجاهلي عنصرًا واحدًا من عناصر الإنسان وهو "الدوافع" أو "الشهوات" وأغفل العنصر الآخر المقابل وهو "الضوابط" التي تضبط تلك الدفعات.

والله يقول: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ، قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ، الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015