تكبتها، بمعنى أنها لا تستقذرها، ولكن تحدد لها المنصرفات المسموح بها.
وهي {حُدُودُ اللَّهِ} التي حددها وقال: {فَلا تَعْتَدُوهَا} والتي يعلم الله بعلمه وحكمته أنها هي الحدود الآمنة لتصريف تلك الطاقة، والتي يعلم الله بعلمه وحكمته أنها هي الحدود الآمنة لتصريف تلك الطاقة، التي يتحقق بها خير الفرد والمجتمع كله، وخير النوع البشري جميعًا. وفي الوقت ذاته يرفع مستواها -بهذه الضوابط- فيكون أداؤها على طريقة الإنسان لا على طريقة الحيوان، طريقة لا يقوم بها الجسد وحده، ولكن يقوم بها كيان "الإنسان" كله، بما فيه من عواطف وأفكار ومشاعر، وإشراقات روحية كذلك. ثم يطلق "المحجوز" من الطاقة، على مستواها الأعلى، فتكون تنظيمات سياسية واجتماعية واقتصادية وأخلاقية من ناحية، وتكون فنونًا وعلومًا من ناحية أخرى، ولم يكن ذلك كله ليتيسر لو أنفقت الطاقة كلها -في مستواها الأدنى- على طريقة الحيوان، الذي لا ينشئ نظمًا ولا حضارات، ولا فنونًا ولا علومًا ولا ثقافات!
والجاهلية تعترف بضرورة "التنظيم" و"الضبط" لكل دوافع الفطرة إلا الجنس!
هو وحده من بين دوافع الإنسان الفطرية يراد له أن يكون بلا ضابط إلا الرغبة المحمومة والسعار المجنون!
إن الجاهلية لا تبيح إطلاق دافع التملك بلا ضابط ولا تنظيم، يستولي الإنسان على كل ما تهفو له نفسه من أي مكان يشاء. وتعتبر ذلك -في الجاهلية الغربية- سرقة يعاقب عليها القانون بالحبس. وفي الجاهلية الشرقية جريمة تخريب أو اغتصاب لملك البروليتاريا تعاقب عليه بأي شيء ما بين الحبس والإعدام. وكذلك تصنع في دافع الطعام، ودافع الملبس، ودافع المسكن. لا تتركها نهب الشهوات.
الجنس وحده بدع بين الدوافع الفطرية له طريق خاص؟!
لماذا؟!
لأن الشياطين التي تحكم الأرض اليوم تريد ذلك! تريد أن تستعبد البشرية لشهواتها لتجرها من خطامها كالحمير:
"الأمميون "كل الأمم من غير اليهود" هم الحمير الذين خلقهم الله