"وإن في بضع أحدكم "أي ممارسة العمل الجنسي مع الزوجة" لأجرا".
قالوا: يا رسول الله! أإن أحدنا ليأتي شهوته ثم يكون له عليها أجر؟! قال: "أرأيتم إن وضعها في حرام، أليس عليه فيها وزر؟ فإذ وضعها في حلال فله عليها أجر! " 1.
ثم إنه -في الإسلام- يمارس باسم الله، ويقرأ اسم الله عليه وهو أطهر الأسماء وأعظم الأسماء.
ومن هنا لا ينشأ الاضطراب في النفس من مشاعر الجنس, ولا من كل ما يتعلق به من عمل. إنما ينحصر الاستقذار في الجريمة.
وطريقة الإسلام في معالجة الجنس، كطريقته في معالجة كل الدوافع التي خلقها الله لتعمل لا لتكبت ولا لتعطل، أنه يقرها بادئ ذي بدء، نظيفة في ذاتها، محببة، بل مطلوبة، بل مستنكرًا تحريمها وكبتها وإغلاق الطريق دونها:
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} 2.
{وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ} 3.
"أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء. فمن رغب عن سنتي فليس مني" 4.
ثم إن الإسلام يقيم أمام الدوافع الفطرية كلها -وليس الجنس بدعًا بينها- حواجز لا تغلق مجراها ولكن ترفعها وتضبط منصرفها، أشبه بالقناطر تقام أمام التيار، لا لتغلق المجرى، ولكن لترفع مستوى التيار، وتضبط منصرفه، ثم تتيح له -بعد رفعه- أن يصل إلى مجالات أخرى لم يكن ليصل إليها من قبل وهو في مستواه الأدنى.
نفس الشيء يصنعه الإسلام مع دوافع الفطرة.. يقيم لها "ضوابط" لا