حيوية بدعًا بين العمليات الحيوية التي يقوم بها الإسنان من طعام وشراب وإفراز.. إلخ.

ومن هنا لا يضع الإسلام حاجزًا نفسيًّا خاصًّا أمام الجنس، غير ما يضعه لغيره من ألوان النشاط البشري، لا في طريقة الحديث عنه، ولا فيما يصرح به منه أو يمنع.

أي: بعبارة أخرى، ليس الجنس في ذاته موضوعًا "محرمًا" في الإسلام, ولا يمارس الإسلام أي لون من ألوان "الكبت" فيما يتعلق بالجنس.

ولنعد إلى تعريف الكبت في علم النفس الغربي، بل عند فرويد بالذات، مبتدع قصة الكبت الجنسي وملصقها بالدين.

إن فرويد نفسه -الذي سعى إلى تلويث صورة الدين في نفوس الناس بكل ما أوتي من جهد، تحقيقًا لمخططات حكماء صهيون لإفساد كل البشرية1- فرويد نفسه يقول في كتابه three contributions to the sexual theory إن الكبت ليس هو الامتناع عن إتيان العمل الغريزي -فذلك مجرد "تعليق" للعمل- ولكن الكبت هو استقذار الدافع الغريزي والشعور بأنه دنس لا ينبغي للإنسان أن يفكر فيه. فيكبته في اللاشعور. وهذا الكبت -بمعنى الاستقذار- يظل قائمًا في النفس ولو أتى الإنسان الفعل الغريزي في اليوم عشرين مرة! فلا علاقة له بالممارسة، إنها علاقته بالشعور.

فإذا كان هذا قول فرويد -أبو الكبت ومبتدعه وملصقه بالدين- فليس لأحد من عوام "المثقفين" عندنا أن يقول شيئًا من عند نفسه يلصقه "بالعلم"، ويتوهم أنه عالم نفساني كبير!

حقيقة إن فرويد -بخبثه الشيطاني- قد أعطى إيحاء -مجرد إيحاء- بأن الامتناع عن الممارسة يصاحبه -في العادة- كبت نفسي، وهذا ما يلتقطه عوام المثقفين ويتعالمون به! ولكنه لم يقل إن كل امتناع هو كبت، بل نص نصًّا صريحًا على أن الكبت ليس هو مجرد الامتناع، وسمى ذلك تعليقًا للعمل الغريزي supension "أي: إرجاء له".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015