لا شيء على الإطلاق!

إن الأب يقول: هذا الولد! إنه لا يريد أن يطيع أمري! يريد أن يدعي أنه رجل "عايز يعمل راجل".

والأم تقول: هذه البنت! إنها لا تريد أن تطيع أمري! تريد أن تجعل نفسها فتاة كبيرة!

والولد والبنت يقولان: إن أهلنا ما زالوا يعاملوننا على أننا أطفال. لقد كبرنا. ولم نعد أطفالًا!

ويدور الوالدان وأولادهما في حلقة مفرغة على هذه الصورة.

ولا بد من كسر الحلقة المفرغة ليستقيم الأمر.

إن الولد والبنت لا يطيعان الأمر لا رغبة في المعصية. إنهما فقط يريدان الاعتراف لهما بأنهما لم يعودا طفلين. ولو حدث ذلك لانتهت المشكلة على الفور. ولانتهى هذا العصيان بكل مشكلاته.

والمربي الحصيف لا ينتظر حتى يتحول الأمر إلى مشكلة ثم يبحث لها عن حل. إنه يتقي المشكلة ابتداء, ويحول دون حدوثها. وهل في حالتنا هذه يستطيع أن يحول دون حدوثها بغاية من اليسر.

حين يحس الأب أو الأم أن الولد بدأ يحس بأنه أكبر من طفل، فعليهما أن يسارعا -بفرح- إلى تقبل هذا الأمر، وعليهما هما أن يسعيا إلى إعلانه:

إن ابننا -فلانًا- لم يعد الآن طفلًا! إنه أصبح رجلًا!

كم يثلج صدر الصبى هذا الإعلان! كم يغذي إحساسه بذاته ويطمئنه على ذاته!

ثم على الفور ينبغي أن يتغير السلوك. لإعطاء هذا الإعلان رصيدًا من الواقع.

فبدلًا من أن يشتري له أبوه حاجاته دون مشورة منه ولا إشراك له في الأمر، ينبغي الآن أن يأخذ رأيه: ما رأيك في هذا الحذاء؟ ما رأيك في هذا القماش؟ ما رأيك في هذا اللون؟. أو بدلًا من ذلك -إذا كان قد دربه تدريبًا مناسبًا من قبل- يعطيه النقود ويترك له حرية شراء أشيائه، مع التوجيه اللازم والنصائح اللازمة بطبيعة الحال، بأن يشتري البضاعة الطيبة ذات الثمن المناسب.

ثم ... يشركه في شئون الأسرة: ما رأيك في المشكلة الفلانية؟ وليس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015