لها الفرص التي تنميها وتوثقها. فيستطيع الأب أن يدعو أصدقاء ابنه إلى البيت, ويسامرهم ويكرمهم فتتوطد صداقة ابنه بهم، وتستطيع الأم كذلك مع صديقات بنتها.

ويستطيع المربي كذلك -بمفرده، أو بالاشتراك مع أهل الصديق المختار، أو أهل المجموعة كلها- أن يشرف ويوجه تلك الصداقات وجهة صالحة، بتوجيه نشاطها إلى حيث يرجى الخير. فيقترح عليهم -مثلًا- نزهات في أماكن معينة، أو قراءات يساعدهم فيها، أو حلقات يعقدها لهم بغير تكلف يوجههم فيها إلى الخير. حتى لا ينصرف نشاطهم إلى العبث أو الفساد أو التدمير، وتنتكس القيم في نفوسهم، فبدلًا من أن تكون تعاونًا على البر والتقوى تكون "تعاونًا" كذلك ولكن على الإثم والعدوان!

كما يستطيع أن يسأل ابنه -لا سؤال المستجوب ولكن سؤال المستطلع- عن أحوال زملائه معه وأحواله مع زملائه، فإذا أخذ الطفل يقص قصصه -على راحته- راح المربي يلقي توجيهاته لتصحيح ما ينبغي تصحيحه من تلك القيم، مرشدًا طفله إلى الصواب.

وأخيرًا فإن على المربي أن يقطع تلك الصداقات إذا وجد فيها انحرافًا أو إغراء بالانحراف، على أن يوضح لطفله أنه لا يلغيها من حيث المبدأ، ولا يمانع في أن يكون لطفله صداقات واجتماعات مع الأصدقاء، ولكنه يعترض على فلان بالذات، أو على تلك المجموعة بالذات لأن أخلاقها سيئة، ولأنها تصنع كذا وكذا من الأمور.

ولقد سبق أن قلنا في مبدأ حديثنا عن تلك الفترة إن الطفل يكره فيها أن يعامل كطفل، مع أنه في عين الرائي لم يزد شيئًا حقيقيًّا عن الأمس القريب!

وهذا الأمر يصنع مشكلة في بيوت كثير من الناس مع أولادهم وبناتهم. ولا ينبغي أن يكون كذلك!

إن علاجه -على المنهج الإسلامي- غاية في السهولة بحيث لا ينشئ مشكلة على الإطلاق.

الولد يريد أن يحس أنه رجل. والبنت تريد أن تحس أنها أنثى ناضجة. ماذا علينا لو أعطيناهما هذا الإحساس؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015