يدخل في حيز معلوماته فينطلق بالإجابة. والطفل والطفلة في ذلك سواء كلاهما واقعي، وكلاهما مهتم بعالمه والتعرف عليه.

ولكن هذه الفترة تنتهي في صورة شبه مفاجئة، ويحدث "انقلاب" من نوع آخر.

إنه انقلاب عاطفي هذه المرة.. والخيال ينبعث إلى أشده مرة أخرى بعد فترة الواقعية السابقة. ولكنه خيال من نوع جديد غير خيال الطفولة بجنه وعفاريته ولعبه الحية التي يحييها بخياله ويعايشها.

إنه خيال "وجداني" هذه المرة. مرتبط بالانقلاب العاطفي الجديد. هائم في أحلام ومثل عليا وعوالم مضيئة من صنع الخيال.

وإنه لانقلاب مفاجئ للطفل نفسه، ولذلك فكثيرًا ما يعتريه الخجل أو الحيرة والارتباك. وكثيرًا ما يهرب من الناس ليعيش بمفرده في عالمه الخاص.

ولا شك أن التغيرات الجسدية التي تطرأ على الطفل هي "مركز" ذلك الانقلاب. ولكن "إشعاعاته" أوسع بكثير جدًّا من تغيرات الجسد. بحيث يمكن أن ننظر إليه على أنه انقلاب نفسي أكثر مما هو جسدي كما يبدو للوهلة الأولى. وإن كان على أي حال يشمل النفس والجسد جميعهما وعلى نطاق واحد.

تلك المرحلة التي نحن بصددها الآن هي مرحلة المراهقة، ثم البلوغ.

المرحلة التي تبدأ تبرز يها سمات الرجولة والأنوثة، ويتهيأ لها الجسم بتغيرات معينة، فيخشوشن صوت الولد ويرق صوت البنت، ثم تبدأ أعضاء الجسم تنمو تهيؤًا للبلوغ، الذي يبدأ فيه النضج الجسدي.

ولكن قبل أن يلحظ الطفل هذه التغيرات الجسدية في كيانه، يكون قد بدأ يتململ من نظرة الناس إليه على أنه طفل! وبدأ يعلن أنه لم يعد طفلًا! ويطالب والديه والآخرين بتغيير النظرة إليه!

إنه إذن تغيير نفسي شامل حتى قبل أن يدرك الطفل من تغيرات جسمه أنه لم يعد طفلًا بالفعل!

وقد يكون النشاط الداخلي للهرمونات التي تهيئ الجسم للبلوغ هو المسئول عن هذه التغيرات النفسية. فإنها تتأخر بالفعل إذا تأخر البلوغ. ولكن العلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015