مثلهم لأنك غيرهم. ولكنك لا تستطيع بمثل هذه البساطة أن تقول ذلك عن مدرسة الطفل، وإلا فلن يتلقى منها العلم! ولا تستطيع كذلك أن تقول له إنها على صواب فيما تصنع بنفسها، وإلا فإن أمه إذن تكون على خطأ! وهو دائمًا يلحظ هذا التناقض بين زيها وزي أمة المسلمة, ولا يمكن أن يمر عليه بغير سؤال!

وتلك إحدى المشكلات التي ليس لها حل سحري! وكل ما يمكن أن تفعله هو أن تقول إن ما تصنعه أمه هو الأفضل. وذلك ريثما يدرك الطفل حين يكبر ويعي، الفارق بين زي الإسلام وزي الجاهلية، ويدرك أن هذا حلال وذاك حرام!

وعليك هنا كذلك أن تقوم بعملية غسيل يومي لما يصيب الطفل من أدران الجاهلية في المدرسة، سواء من الأقران الملازمين في الفصل أو من المدرسة المتبرجة، أو من النفاق والغش والخداع وتسديد الخانات. أو غير ذلك من الأدران التي ستلصق به حتمًا ولا تستطيع حجزها عنه. وقد تفلح عملية الغسيل في ذلك تمامًا وقد لا تفلح. ولكنها دون شك ستخفف الأدران إن لم تكن قادرةعلى إزالتها إزالة تامة.

ومرة أخرى سيعينك حسن علاقتك بطفلك في هذا الأمر. وحين تكون الأم حبيبة إلى الطفل فسيفضل قدوتها على قدوة المدرسة وإن أحبها لحسن طريقتها في التعليم أو لأي سبب آخر. وحين يكون الأب حبيبًا إلى طفله فستكون القيم والمبادئ التي يغرسها في نفسه أقرب إلى التأثير من القيم الوافدة من غير هذا الطريق.

ثم في النهاية سيخرج الطفل إلى المجتمع الواسع، الذي يعج بالفساد كالمستنقع الآسن. ولا حيلة لك ولا خيار!

إن حجزته عن التعامل مع المجتمع فأنت تشيع الكساح في كيانه النفسي.

وإن أطلقته فسيجيء إليك كل يوم موحلًا بالأقذار!

ولا خيار.

ولا حلول سحرية.

الغسيل اليومي الشاق المرهق الذي قد يفلح مع ذلك تمامًا وقد لا يفلح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015