-رويدًا رويدًا- أن تنخلع من إسار الجاهلية وتذعن لأمر الله، راضية بالإذعان لأنه عبادة. وراضية بأمر الله لأنه هو الخير. ثم معتزة بالإيمان، مستعلية به على كل إغراء الشيطان.

وحين يراها -في بعض الفترات في أثناء الطريق- تتأرجح بين ثقل المجتمع في حسها وبين مقتضيات العقيدة فليصبر. ولا يتعجل. ولا ييأس. لأن الجهد الشيطاني لإفساد المرأة المسلمة وتصعيب طريق الإسلام عليها جهد ضخم جدًّا لا يسهل التحول عنه في لحظات قليلة إلا لمن أوتيت العزم، وأولات العزم كأولي العزم ليسوا هم الكثرة الغالبة من الناس!

وفي النهاية، بعد الجهد، والصبر على الجهد، والصبر على المعاناة، فهو حري أن يوفق بإذن الله.

ثم تأتي مشكلة الأطفال..

سينشئهم على الإسلام ويفسدهم الشارع والمدرسة والمجتمع كله.

ومع ذلك فلا خيار. وليس هناك بديل. ولا حلول سحرية للمشكلات! لا تستطيع -ولا يحمل بك- أن تحجز طفلك عن الشارع. حتى وأنت تعلم أنه شارع جاهلي!

إنما عليك أن تقوم بعملية غسيل يومية لما أصاب طفلك من قدر الجاهلية في الطريق! وقد تفلح في ذلك تمامًا وقد لا تفلح. ولكن عليك المجاهدة الدائمة في كل حال. وهو عذاب ومشقة. ولكنك تؤديه لله. وتعلم أن جزاءه الكامل عند الله.

ويعينك في ذلك أن تجعل العلاقة بينك وبين طفلك قوية متينة عميقة. فحين يكون الطفل محبًّا لوالديه. متعلقًا برضاهما عنه، يكون وزن البيت في حسه أثقل من وزن الشارع، فيستطيع البيت من ثم أن يصلح ما يفسده الشارع، كله إن وفق الله، أو بعضه على الأقل بإذن الله.

ولا تستطيع -ولا يجمل بك- أن تحجز طفلك عن المدرسة. حتى وأنت تعلم أنها مدرسة جاهلية!

وفي المدرسة ستقابلك مشكلة مضاعفة. وهي مشكلة "الأبلة" المتبرجة، المتناقضة تمامًا لصورة الأم المسلمة في البيت. وقد تستطيع بالنسبة للشارع أن تقول لطفلك: إن هؤلاء الأطفال سيئون ومنحرفون و ... و ... ولا تصنع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015