ولكننا لا نتوقع من كل الناس أن يصلوا إلى تلك المرتبة الفائقة. وإن كان المسلمون جميعًا مكلفين أن يجاهدوا للوصول إليها، فإن وصلوا فقد تحقق لهم الخير كله. وإلا فقد بذلوا أقصى طاقة جهدهم وأجرهم على الله.
وليس هناك -كما قلنا- حلول سحرية للمشكلات. إنما هو الجهد. والصبر على الجهد. والصبر على مداومة الجهد. والصبر على بطء الثمرة مع مداومة الجهد!
وسيجد الشاب المسلم أول مشكلة له في محاولة العثور على الزوجة المسلمة، التي أسلمت نفسها لله وخرجت من إسار الشيطان، ورضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينًا، فارتدت الزي الذي يرضاه الإسلام، وتخلقت بالأخلاق الإسلام، وارتفعت على دنايا الجاهلية في الفكر والسلوك.
وحين لا يجد فعلية أن يختار من يتوسم فيها أكثر من غيرها الاستجابة لأمر الله ورسوله. وليبدأ عمله بتربيتها هي على منهج الله ورسوله، حتى تتهيأ نفسها لطاعة الله. ويثقل في حسها حب الله واتباع منهجه على اتباع المجتمع وانحرافاته.
ولا ينبغي له أبدًا أن يتعجل، أو أن يعتقد أن الطريق أمامة معبد، وأنها ساعة يقضيها في الوعظ والإرشاد ثم تنتهي المشكلة من جذورها, وينتهي أثر المجتمع الفاسد في لحظات!
كلا! فليتجنب هذا الوهم، لكي لا يتعب وينفذ جهده في أثناء الطريق! وليحذر كذلك أن يدعوها إلى تغيير زيها بادئ ذي بدء!
إنما ينبغي أن يبدأ معها من أول الطريق.
يبدأ بتأسيس العقيدة السليمة وترسيخها في نفسها، وجعلها تعيش بوجدانها مع الله.
يعلمها إن "الإسلام" معناه الإذعان لله فيما أمر به. {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} 1 وأن من حلاوة إيمان المرء "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" 2.
وحين تعيش في جو الإيمان، وتحب الله ورسوله حقًّا، سيسهل عليها